الخميس, 14 تشرين2/نوفمبر 2024
Blue Red Green

  • أخبار سريعة
أخبار قانونية: وفاة رئيس القضاء السوداني مولانا حيدر احمد دفع الله - السبت, 24 تشرين2/نوفمبر 2018 18:45

صدور الحكم في قضية طبيب الإجهاض.

صحيفة الصحافه - خالد فتحي

 والساعة تتجاوز الحادية عشرة والنصف بثلاث دقائق داخل مبنى محكمة الخرطوم شمال صباح أمس وقتها كان الدكتورعبد الهادي ابراهيم اختصاصي النساء والتوليد الذائع الصيت يخطو نحوقاعة المحكمة للمرة الاخيرة في انتظارالكشف عما سطرته محكمة الجنايات بشأن وقائع القضية التي حبست الرأي العام الداخلي لزمان طويل .   عبدالهادي دخل غيرمكبل اليدين والقدمين يرتدي بدلة افرنجية كاملة رغما عن حرارة الصيف هذه الايام وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة تعطيك مؤشرات بأن الرجل اما واثق اوغيرمبالٍ وعلى يده يحمل مفكرة مثلما اعتاد منذ بداية جلسات المحاكمة .

وسط حضورلافت  بدأت المحكمة اجراءات جلسة النطق بالحكم وبينما اكتظت القاعة الفسيحة على سعتها كان ضعفهم خارجها ينتظرون الامل في الدخول ولما استيأسوا اخذوا في اثارة جلبة وضوضاء امتدت لبضع دقائق وسرعان ماخمدت تماما كشعلة ناراطفأتها رياح باردة.

المتهمون التسعة داخل القفص رسم القلق والتوترملامحه على وجوهم بجلاء لاسيما عند افتتاح الجلسة .

 

القاضي عبدالوهاب اسماعيل الذي تولى مواصلة اجراءات القضية بعد القاضي عصمت محمد يوسف الذي انتقل لمحكمة اخرى منذ اشهرخلت ابتدرتلاوة حيثيات قرارالحكم النهائي بتبيان مخلص عن وقائع البلاغ قائلا ، توفرت معلومات لادارة امن المجتمع تفيد بأن الدكتورعبدالهادي ابراهيم اختصاصي امراض النساء والتوليد يقوم بعمليات اسقاط اجنة مكتملة النمو داخل عيادته بوسط الخرطوم وعلى الفوركلفت الشرطة قوة مشتركة من الشرطة الامنية التي وصلت اليها ذات المعلومات وادارة امن المجتمع قامت بمداهمة العيادة في 12 يوليو الماضي وتمكنت القوة من ضبط تسعة متهمين بالداخل بجانب العثورعلى جثة لطفل كامل النمو وقد لف بورق للجرائد، عناصرالشرطة اقتادت المتهمين للتحقيق وارسلت الجثة للتشريح وحرزت المعروضات منها خموربلدية ومستوردة ومسدس بدون رخصة.

بعدها شرع القاضي في مناقشة تهمة القتل العمد في مواجهة الطبيب وسكرتيرته وتوجه بالسؤال التالي هل كان الطفل مكتمل النموعلى قيد الحياة في بطن امه وتسبب المتهمان عبدالهادي وعبير في قتله ؟. واجاب على نفسه قائلا ، ان افراد الشرطة عند مداهمة العيادة كان الطبيب يقوم بتوليد المتهمة الرابعة تهاني وجاء تقريرتشريح جثة الطفل الذي حمل الى المشرحة على النحوالتالي: طفل حديث الولادة ،ذكرابيض اللون ملفوف بورق جرائد طوله 45 سم بينما يبلغ عمره الرحمي نحو36 اسبوعا يوجد تكدم بفروة الرأس في المقدمة كما يوجد تخريب في المخ.

اسباب الوفاة النزيف الحاد الشديد نتيجة الضغط بآلة صلبة على الجمجمة واكد التقريران الطفل تنفس بعد الولادة حسب اختبارالطفوالذي قام به خبيرالتشريح عقيل النورسوارالذهب ثلاث مرات.

لكن المتهم عبدالهادي - والحديث لايزال للقاضي - انكران الطفل كان حيا، مؤكدا اجراءه عملية لاستخراج جنين ميت من رحم امه ،واشارالقاضي الى ان دفوعات المتهم اثناء استجوابه صادمت بشكل واضح شهادة طبيب التشريح ،كما ان اثنين من الاطباء الشرعيين قدما للمحكمة كشهود دفاع افادا ان اختبارالطفو قديم  وكان يحتاج لاختبارات اخرى مكملة ليعطي نتيجة صحيحة وسليمة . ويذهب القاضي إلى أن المحكمة لاتجزم بقيام المتهمين بقتل الطفل عمدا، معتبرة ان تضارب اقوال الاطباء بشأن تشريح جثة الجنين كامل النمو الذي حملته المتهمة الرابعة سفاحا يعطي المحكمة الحق لتفسيرالشك لصالح المتهم حسب القاعدة القانونية الشهيرة. 

عليه برأت المتهمين من تهمة القتل العمد . لكن المحكمة عادت وادانت الطبيب بقائمة تهم اخرى حيث ادانته بالسجن لثلاث سنوات على ممارسة الاجهاض والسجن لشهر واحد على حيازة صورمخلة بالاداب ،وستة اشهرعلى تسهيل الدعارة ،وشهرلحيازة خمور وستة اشهرعلى سلاح غيرمرخص على ان تسري الاحكام بالتتابع من تاريخ ايداعه الحراسة،بالاضافة لاربعين جلدة لشرب الخمر،وغرامة مالية تبلغ ثلاثة آلاف جنيه لمخالفة قانون الصحة العامة وبالعدم السجن لثلاثة اشهراخرى مع ابادة المعروضات المتمثلة في الخمر،والصورالفاضحة والادوية ومصادرة المسدس لصالح سلاح الاسلحة بجانب دفع دية جنين مناصفة مع المتهمة الخامسة ندى وتبلغ الف جنيه لصالح خزينة الدولة .

وامر القاضي عبدالوهاب بتغريم المتهمات الاولى والثانية والثالثة مبلغ ستة آلاف جنيه بالتساوي بواقع الفين جنيه، على كل وبالعدم السجن لاربعة اشهر،بعد ادانتهن بالتسترعلى جريمة زنا المتهمة الرابعة التي حكم عليها بالجلدمائة جلدة ، بينما قضى على المتهمة الخامسة بمائة جلدة مع السجن لمدة اربعة اشهرمن تاريخ امس ودفع دية الجنين بالمناصفة بعد ادانتها بتهمة الزنا وتسبيب موت الجنين.

وحكمت على المتهمة السادسة عبيرسكرتيرة عبد الهادي بالسجن احد عشر شهرا ومائة جلدة بعد ان  ادانتها بتهم تتعلق بالزنا وحيازة صورفاضحة وممارسة مهنة صحية دون ترخيص، بينما اطلقت سراح المتهم السابع لانكاره ممارسة الرذيلة مع المتهمة الرابعة، وامرت بإخلاء سبيله فورا ما لم يكن مطلوبا على قيد بلاغ اخر ،حيث انكرالمتهم اقواله باليومية ودفع بأنها انتزعت  عن طريق الاكراه الشديد مما استوجب على المحكمة عدم الركون اليها ،فيما ادانت المتهم الثامن بالسجن لعشرشهورلممارسته مهنة صحية دون رخصة.  

وهكذا اسدلت المحكمة الستارعلى القضية التي قالت انها جريمة غريبة في السودان، ووجه الغرابة انها تمت بواسطة مختص في مجاله .

 

  إشترك في القائمة البريدية

  إبحث في الموقع